وردة في حديقة منزلنا

في حديقة منزلنا , وردة جميلة حمراء , لكنها لا زالت صغيرة لم تتفتح بعد , وكنت أحبها كثيراَ أقضي معظم وقتي معها , وأهتم بها كثيراَ ؛ أسقيها كل يوم وأزيل الأعشاب الضارة إن كانت موجودة عليها.

وذات يوم أراد أبي أن يصطحبني في نزهة معه إلى الحديقة ؛ لأنه كان يعرف مدى إهتمامي وفرحتي عند رؤية الزهور , فطلبت من أمي أن تتولى رعاية الزهرة ذلك اليوم, فوافقت أمي ولكنني لم أكن مرتاحة , خرجت مع أبي وكررت طلبي على أمي أن لا تهمل زهرتي , ركبنا السيارة ولا زلت أحس بضيقة في صدري , وصلنا إلى الحديقة ولعبت مع أبي بالألعاب الموجودة , قال أبي:
هل أحسستي يشىء من التغير , قلت له : قليلاً ولكنني أفضل لو بقيت مع زهرتي لكان أفضل لي , قال أبي : فلنعد إلى المنزل , فرحت لقرار أبي لكننا تأخرنا كثيراً فتح أبي الغطاء السيارة الخلفي وساعدته في وضع الأغراض انطلق أبي بسرعة جيدة , وكان شيء ما يتكلم , ويراودني بصوت خافت : أخبري أباك بأن يزيد في سرعته , وضميري يؤنبني لماذا تركت زهرتك بمفردها ؟!! تما لكت أعصابي حتى وصلنا , لم أتصور مدى فرحتي بالوصول لكن المفاجأة كانت أسوء مما تخيلت , فتحت الباب ذهبت إلى حديقتنا بسرعة كسرعة البرق أخذت عيناي تغدو هنا وهناك لا أستطيع رؤية الوردة إنهارت عيناي بالبكاء ناديت بصوت عال : (أمي , أمي , أمي ) أجابتني أمي : ماذا دهاك لم الصراخ ؟!!قلت لها أين وردتي ؟ أين هي ؟ قالت بصوت خافت : لقد نسيت أن أسقيها وعندما ذهبت عقب صلاة المغرب وجدت أخوك الصغير يلعب بالكرة فانكسر ساقها !!! قلت بصوت عال لااااااااااااااا وذهبت إلى غرفتي وأخذت أبكي حتى ذهبت في سبات عميق حتى صباح يوم الغد , ولا زلت في حالة لا يرثى لها أخذت أمي تقول لي أنا آسفة لكنني انشغلت وداهمني الوقت فلم أستطع رعايتها أجبتها بصوت متحسر . ومتقطع : لم يكد يفهمه أحد إذاً لماذا قلت لي بأنك سوف تهتمين بها كما لو كنت موجودة قال أبي : الوردة يمكن أن تعود لكن صحتك لا ترجع أبداً أجبته : حياتي بغير صديقتي لن تكمل ؟؟ مسحت أمي الدموع عن عيني وقالت : هذا وعد مني غداً بإذن الله نذهب إلى محل الزهور وتختارين الوردة التي تعجبك أو تكون قريبة من زهرتك السابقة وإن شاء الله هذا الخطأ لن يتكرر مرة ثانية وإنني تعلمت درساً لن أنساه وهو أنني لن أتحمل مسؤولية أي شيء لا أقدر على متابعته أجبتها : وأنا أيضاً تعلمت درساً أو أكثر أحدهما أنني لا أترك شيئاً يخصني لأي شخص آخر , والدرس الثاني هو أنني أصبر على أي شيء قال أبي : وهذه حكمة مني لكما )اعتبروا إخفاقكما درسا)).